هروب واختطاف الفتيات

تمثل ظاهرة تزايد حالات هروب واختطاف الفتيات مشكلة خطيرة جداً تهدد أمن المجتمع بأسره، فالصحافة المحلية تعرض بشكل يومي تقريباً العديد من تلك الحالات، وإن كنا في السابق لا نسمع عن مثل تلك الحالات لعدة أسباب لعل من بينها تكتم أهل الفتاة الهاربة أو المختطفة وتفضيلهم الصمت خوفاً من الفضيحة. إن هذه الظاهرة لا ينبغي التقليل أو الاستهانة بها بحال من الأحوال بل على العكس فالمجتمع ككل كل فيما يخصه مطالب بالعمل لوضع حل لهذه المشكلة حتى لا نصل لحد يصعب فيه السيطرة على المشكلة ويصبح الأمر مستمرئاً.

بالنسبة لمشكلة هروب الفتيات فأهم أسبابها من وجهة نظري عدم وجود أساس ديني وتربوي قوي وسليم لدى الفتاة تستطيع أن تواجه به المتغيرات المختلفة، أيضا من الأسباب العنف المنزلي وافتقاد الفتاة للتفاهم والعاطفة داخل المنزل، إجبار الفتاة على الزواج وعدم مراقبة الأهل لسلوكيات بناتهم. ولا أود الخوض في مسألة هروب الفتيات كثيراً فنقاشها متروك لأصحاب الاختصاص من الاجتماعيين والنفسيين.

 أما بالنسبة لمشكلة اختطاف الفتيات فهي جريمة شنعاء تزايدت في الآونة الأخيرة لعدة أسباب أهمها في رأيي هو البعد عن الله عز وجل وضعف الوازع الديني. يأتي بعد ذلك الفراغ الذي يعيشه كثير من الشباب، ووجود أعداد كبيرة من العمالة السائبة من غير المتزوجين. ولعل من الأسباب أيضاً الجهل بالعقوبات التي تنتظر الخاطف.

فالشرع الحنيف يعاقب على جريمة الاختطاف (الذي لا يقترن بجريمة أخرى) بالتعزير كالحبس، أو الجلد الذي له حد أعلى لا ينبغي للقاضي تجاوزه باتفاق أغلب المذاهب. وقد يصل حكم التعزير في بعض الحالات إلى القتل والذي أجازه جماعة من الفقهاء لاستئصال المجرم من المجتمع تحقيقاً للمصلحة العامة.

ومعالجة هذه المشكلة تقتضي تعاون مختلف الجهات في المجتمع. فالحمل يقع على البيت أولاً وعلى المدارسة ثانياً في تعزيز تلعق الأبناء والبنات بالله عز وجل والحث على اللجوء إليه في كل وقت خصوصاً وقت الشدائد، وهذا هو العلاج الأول. أما الثاني فهو غرس القيم الدينية والأخلاق الحميدة. أما الثالث فهو شغل وقت الفراغ لدى الشباب بإنشاء أماكن الترفيه البريء وإلزامهم بأعمال الخدمة الاجتماعية.

وأخيراً أقول لابد من الصرامة في تطبيق العقوبات الرادعة على كل التصرفات المشينة التي تتعرض لها الفتيات كالتحرش والمعاكسات في الأماكن العامة والتشهير بالمخالفين في وسائل الأعلام، وذلك حتى لا يتطور الأمر ويصل للخطف.